نمو العملات الرقمية- البتكوين يتجاوز 111 ألف دولار وسط تفاؤل

المؤلف: عبدالرحمن المصباحي (جدة) sobhe90@10.14.2025
نمو العملات الرقمية- البتكوين يتجاوز 111 ألف دولار وسط تفاؤل

شهدت أسواق العملات الرقمية ازدهاراً ملحوظاً خلال تداولات يوم الخميس الفائت، حيث تألقت عملة (بتكوين) بوصفها الرائدة بلا منازع من حيث القيمة السوقية، متجاوزةً حاجز الـ 111.8 ألف دولار أمريكي، ومحققةً بذلك مكاسب أسبوعية تقدر بنحو 8%. وعلى صعيد التداول اليومي، فقد ارتفعت قيمة (بتكوين) بنسبة 1.5%، وسط حالة من التفاؤل المتنامي التي تخيم على أرجاء الأسواق الرقمية، وذلك وفقاً للبيانات الصادرة من منصة (بينانس).

ويُعزى هذا الصعود المذهل للعملات الرقمية إلى سعي المستثمرين الحثيث نحو إيجاد بدائل استثمارية متنوعة للأصول الأمريكية، وذلك في ظل الضغوط المتزايدة التي تشهدها سوق السندات، وتفاقم المخاوف بشأن الاستقرار المالي العالمي. وتوضح هذه العوامل مجتمعة الأسباب الكامنة وراء إقبال المستثمرين على العملات الرقمية كخيار استثماري واعد.

واستناداً إلى بيانات (كوين ماركت كاب)، فقد بلغت القيمة السوقية الإجمالية للعملات الرقمية المشفرة، بما في ذلك (البتكوين)، ما يقارب 2.2 تريليون دولار أمريكي يوم الخميس الماضي، مما يعكس الثقة المتزايدة في هذه الأصول الرقمية وقدرتها على النمو والتوسع.

ويتزامن هذا الارتفاع الكبير في قيمة (البتكوين) مع موجة من المكاسب الشاملة التي تشهدها سوق الأصول الرقمية خلال شهر مايو الحالي، والتي تغذيها الإشارات الإيجابية الصادرة من الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس دونالد ترمب، بالإضافة إلى التحسن الطفيف الذي طرأ على العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين، مما يزيد من جاذبية الاستثمار في هذه الأصول.

علاوةً على ذلك، فقد اعتُبرت التطورات الإيجابية المرتبطة بمشروع قانون العملات المستقرة، والمعروف باسم (قانون جينيوس)، بمثابة نصر حقيقي لقطاع العملات الرقمية، مما يعكس وجود اتجاه واضح نحو تهيئة بيئة تنظيمية أكثر دعماً وتشجيعاً لهذا القطاع الناشئ.

ومن المتوقع أن يقوم الكونغرس الأمريكي بالتصويت على مشروع القانون المذكور في وقت لاحق من هذا الأسبوع. وفي حال تم إقراره، سيتم إحالته مباشرةً إلى مكتب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للتوقيع عليه ليصبح قانوناً نافذاً، مما سيمثل دفعة قوية لقطاع العملات الرقمية.

كما أدت المخاوف المالية المتزايدة والطلب الضعيف على سندات الخزانة الأمريكية إلى انخفاض قيمة الدولار إلى أدنى مستوى له في أسبوعين مقابل الين الياباني يوم الخميس الفائت، وذلك بالتزامن مع مساعي الرئيس دونالد ترمب الحثيثة لتمرير مشروع قانون شامل للإنفاق وخفض الضرائب في الكونغرس، وهو ما يزيد من الضغوط على العملة الأمريكية.

وفي هذا السياق، صرح خبير التداول لدى (كونفيرا)، جيمس نيفتون، قائلاً: «على الرغم من الانخفاض الذي شهدته أسعار الأسهم، فإن الدولار الأمريكي لم يشهد إقبالاً تقليدياً كملاذ آمن، في حين استفادت الأصول الأخرى مثل الذهب واليورو والين من هذا الوضع».

ولا يزال الجمهوريون منقسمين بشدة حول تفاصيل مشروع قانون الضرائب، وقد صرح رئيس مجلس النواب، مايك جونسون، بأن المتشددين داخل الحزب لا يزالون يعتقدون أن مشروع القانون لا يخفض الإنفاق الحكومي بشكل كاف، وهو ما يعرقل جهود تمرير القانون.

ووفقاً لتقديرات المحللين غير الحزبيين، فمن المتوقع أن يؤدي مشروع القانون المذكور إلى إضافة ما يتراوح بين ثلاثة وخمسة تريليونات دولار إلى ديون البلاد، مما يزيد من المخاوف بشأن الاستدامة المالية للحكومة الأمريكية.

وقد انخفض الدولار إلى مستوى 143.27 ين في التداولات المبكرة في آسيا، وهو أضعف مستوى له منذ السابع من شهر مايو الحالي، مما يعكس تراجع الثقة في العملة الأمريكية في الأسواق العالمية.

وفي سياق متصل، قفزت عملة كوريا الجنوبية، الوون، أمس (الأربعاء)، إلى أعلى مستوى لها منذ الرابع من نوفمبر الماضي، ليصل إلى 1368.90 مقابل الدولار الأمريكي، وذلك بعد أن ذكرت صحيفة (كوريا إيكونوميك ديلي) أن واشنطن قد طلبت من سول اتخاذ إجراءات عاجلة لتعزيز قيمة الوون الكوري الجنوبي، مما يعكس الاهتمام الأمريكي باستقرار العملة الكورية.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة